عاشقة فلسطين عضو فعال
المساهمات : 47 تاريخ التسجيل : 21/07/2011 العمر : 26 الموقع : على قلب كل من يكره فلسطين
| موضوع: هل تستبدل مليون جنيه بما تملك؟! الثلاثاء يناير 31, 2012 6:21 pm | |
| ما أكثر النعم التي بين أيدينا وان غفلنا عنها!! هل قليل أن يخرج الانسان من بيته يهز كلتا يديه، و يمشي على الأرض بثبات، يملأ صدره بالهواء بأنفاس رتيبة، يمد بصره لآفاق الكون وتلتقط أذناه موجات الحراك للحياة والأحياء؟. ان هذا ليس قليلا.. فان كنت في غفلة فاصح واحمد ربك -وليّ نعمتك- على هذا الخيرالعميم ... ألا تعلم أن هناك خلق ابتلوا بفقد هذه النعم؟!!
فمنهم المحبوس عن الحركة لشلله ، ومنهم من يستجدي الهواء ،ومنهم من يتلوى من أكل لقمة ومنهم، ومنهم... الخ. فإذا كنت معافى من هذه الأسقام.. أتظن أن القدر زوّدك بثروة تافهة ، وبما لا تحاسب عليه ؟! ان الله يكلفك بقدر ما يعطيك...ومن الخطأ أن تعتبر رأس مالك هو ما لديك من ذهب ومال، فرأس مالك الأصيل هو جملة المواهب التي سلحك بها القدر من ذكاء وقوة، وحرية وصحة وعافية. و الغريب أن أكثر الناس يزدرون هذه الثروة ويتأففون كلما ذكّرتهم بها ؟!
أتراك تبيع عينيك مقابل مليون دولار؟! كم من الثمن يكفي مقابل ساقيك أو سمعك أو أولادك او أسرتك؟! إننا لا نقدر هذا كله، فما أقل تفكيرنا فيما لدينا ،وما أكثر تفكيرنا فيما ينقصنا؟! هارون الرشيد وابن السماك : ”عظنى ..شربة الماء والملك“ القصة. إن ما يفتديه الملوك بتيجانهم نحصل عليه دون انتباه ونناله من غير جهد . قال ص: “والذي نفسي بيده إن الرجل ليجيئ يوم القيامة بعمل (صالح) لو وضع على جبل لأثقله فتقوم النعمة من نعم الله فتكاد تستنفذ ذلك كله لولا ما يتفضل الله من رحمته ” (قصة العابد 60عام )
لكن أكثرنا يحتقر الحياة وثروة العافية التي يمتلكها باكيا أماني وهمية لم يحصل عليها ...
ديل كارنيجي : قصة الرجل الذي فقد ماله وخسر تجارته.. فيئس.. قابل مقعد على كرسي متحرك ..ابتسم رغم أنه مقعد، فقال خجلت من نفسي فإن لي ساقين وأمشي.... حاله أطلق في نفسي روح جديدة ، فحصلت على العمل والنهاية المشرقة، و كانت أساس ما أنا فيه من الثروة.
و الأشياء انما هي برحمة الله ، وبعض الحمقى يفهمون ذلك خطأ، فيجعلون الحساب فوضى ،ويتوهمون أن العمل لا يرشح لجنة أو نار ، فضلّ فكرهم ووهن سعيهم، ولم يزدادوا من الله إلا بعدا وبدينه إلا جهلا. فكيف يدخل الجنة من لم يرشحه لها عمله.. لقوله تعالى : ”لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون”الآية.
إن معصية الله لا تنيل رحمة ولا رضا والعمل هو الذي يقرب من عطفه وغفرانه. وفي مقدمة الصالحات: أن تدرك ضخامة نعمة الله عليك ، وأن تغلي حقيقتها، فالله عز وجل لو ناقشك الحساب عليها ،وطلبك للوفاء بحقها لعجزت عن ذلك!!!
فلا تستبدل أموال الدنيا كلها بما تملك...
| |
|