الفتــــــــــــــــــــــــــــاة .....................

بسم الله الرحمن الرحيم

الفتــــــــــــــــاة


من الجميل أن توصف الفتاة بالزهرة
,بالوردة ,بالشمعة ,بالبحيرة العذبة
الهادئة ,بشجرة تفاح حمراء مثمرة
,بألوان أرض في فصل الربيع ,بعشبة
خضراء ظهرت من تلك الصخرة في أعلى
سفح الجبل ,بجزيرة في وسط محيط هادئ ,
أو ربما بنجمة بحرٍ تضيء في قاع البحر ,
أو قصيدة حب كتبت بيد أكبر الشعراء ,
أو حتى لحن موسيقى أبدعه أروع ملحن ,
أو أنها ملكة المدينة الفاضلة التي ابتكرها أفلاطون.

لكن........................

ماذا تفعل ظروف الحياة في تلك الفتاة؟؟

بل ماذا يحدث لتلك الفتاة حينما يأتي
من يجردها من معاني الحياة؟؟

بل بماذا ستوصف الفتاة المعذبة؟؟

دون ذكر العدد... المسبب....الفاعل
....سيبقى مصير الفتاة.....


كتلك الشمعة التي انطفأت من نسمة الهواء الظالمة
....حتى دخانها يتركها تتعذب وسط الظلام الحالك.....


كتلك الزهرة التي تقطف بيد ظالمة لتعد
الدقائق المتبقية لهل قبل ذبلانها وسقوطها
على الأرض وموتها لتصبح تحت المداس.


كتلك البحيرة البحيرة العكرة التي هاجرت إليها
ضفادع بشرية لتخلط ماءها وكبرياءها بطينتها
ورمالها التي كانت ساكنة منذ سنين.


بل كتلك الشجرة التي فقدت ثمراتها
لأن الآفة البشرية لم تترك مكاناً في
التفاحة إلا واخترقته ودمرت بذورها وقلبها.


كتلك الأرض التي أصبحت سوداء لان القلوب
الحاقدة قد احترقت كل وردة وعشبة مزروعة في قلبها.


بل تلك العشبة الخضراء التي قطعت من
جذورها بعد أن كانت قد تحدت الصخرة لتثبت
وجودها الذي زال من تلك الأفعى البشرية.


أو تلك الجزيرة التي غرقت في قاع المحيط
بعدما كانت محط تجارب القنابل البشرية
التي مسحت معالم الحياة فيها.

كتلك النجمة التي تسممت وماتت بقطرة
نفط بشري تسلل إلى عروقها لتترك قاع المحيط معتماً للأبد.


أو تلك القصيدة التي تحولت إلى كلمات
أغنية ترقص على أنغامها رقاصات في أشهر النوادي الليلية.

أو ذلك اللحن الذي حبس في شريط
بلاستيكي يكسر ويرمى في سلة المهملات بيد
ملحن لم يفهم معنى الموسيقى في حياته.


أو تلك الملكة التي تنازلت عن عرشها لان
مدينتها لم تحمل أبداً معالم المدينة الفاضلة
التي ابتكرها أفلاطون في خياله الواسع.